العصر الذي نعيشه يعتبره البعض عصر المعلومات, أو عصر السرعة, ويتميز عن العصر الصناعي باعتمادنا على الحواسيب التي تتطور وتزداد كفاءتها بسرعة هائلة جدا لأداء كثير من مهامنا اليومية واختصار الوقت. فمنذ أربعة الى خمسة عقود انتقل حجم الحاسوب من مساحة تشغل غرفة كاملة إلى أن أصبح صغيرا جدا بحيث يمكن وضعه في الجيب, لكن العجيب أنه كلما صغر حجمه زادت قوته!
وقد لاحظ غوردن مور وهو أحد المؤسسين لشركة إنتل من خلال متابعته لتطور المعالجات, أنها تتطور بصورة سريعة ومنتظمة, بحيث يصبح من الممكن مضاعفة عدد الترانزستوات (التي تعمل على نقل الإشارات الكهربائية) في المعالج كل سنتين مما يعني زيادة قوته على معالجة البيانات مع المحافظة على ثبات التكلفة, حيث كان المعالج يحتوي على 240 ترانزستور في عام 1965 واليوم المعالج الواحد يحتوي على مليارات الترانزستورات وهي لا تزيد كل سنتين, بل تتضاعف.
ولإضافة المزيد من الترانزستورات نحتاج لأن نجعلها أصغر, ولإضافة المزيد نحتاج نصغرها مرة أخرى وهكذا, حتى تصل الى حجم لا يمكننا الاستمرار بتصغيرها, وتحاول شركة إنتل الالتفاف على مشكلة صغر الحجم بعمل بعض التغييرات على طريقة تصنيع المعالج, بحيث تعمل الان على تصنيع معالج ثلاثي الابعاد لتستطيع اضافة كمية أكبر من الترانزستورات عليه.
ويتوقع ان يستمر قانون مور ساريا على الترانزستورات حتى عام 2020 ليتم الانتقال بعد ذلك الى ما يسمى بالحوسبة الضوئية التي تستخدم الفوتونات الضوئية (أصغر الجزيئات الضوئية) لتخزين ونقل البيانات.
هذا التطور السريع والذي يزداد في معدل سرعته كل فترة حتى أن البعض يرى ان قانون مور الان يحدث كل 18 شهرا او كل سنة وليس كل سنتين سيصل بنا في المستقبل إلى ما يمسى بالتفرد التكنولوجي الذي تنبأ به راي كرزويل المختص في المستقبل, بحيث ستصبح الحواسيب قادرة على معالجة المعلومات بنفس قدرة العقل البشري حتى تصل في تطورها إلى مرحلة من الذكاء الإصطناعي تتفوق فيها على العقل البشري وتقوم بتطوير وتحسين نفسها بنفسها لما تملكه من ذكاء وقدرات تفوق البشر.