الآن يمكنني النظر إليك بسلام; أنا لم أعد أتناولك.
فرانز كافكا
ترجع نشأة النظام الغذائي النباتي إلى القرن السادس قبل الميلاد في حضارة وادي السند وفي اليونان كتطبيق لعقيدة اللاعنف تجاه الكائنات الحية. ودعا فيثاغورس إلى عدم قتل الكائنات الحية أو تناول لحومها, وكذلك كتب أبو العلاء المعري قصيدة غدوت مريض العقل التي نادى فيها إلى الرفق بالحيوان وعدم أكل لحومها وعد ذلك من الظلم.
هناك أنواع مختلفة من الأنظمة الغذائية النباتية:
- النظام النباتي Vegetarian الذي يمنع اللحوم والأسماك ولكن يحتوي على البيض ومنتجات الألبان وهذا ما نجده في أغلب المطاعم النباتية الهندية.
- النباتي الصرف Vegan بالإضافة إلى اللحوم والأسماك يمتنع كذلك عن منتجات الألبان والبيض والعسل، وغالبا ما يُتَّبَع هذا النظام لأسباب أخلاقية، فيمتنع أتباعه كذلك عن ارتداء الملابس والأحذية المصنعة من منتجات حيوانية.
- النظام النباتي الكامل Whole Food Plant Based Diet وهو شبيه بالنباتي الصرف، فلا يحتوي على أي أطعمة مشتقة من الحيوانات إلا أنه كذلك يمنع الأطعمة المعالجة أو المصنعة كالسكر والزيوت والأرز والقمح الأبيض.
في كتاب ٥٠ فكرة يجب أن تعرفها عن الفلسفة، يستعرض المؤلف بشكل سريع بعض الأفكار والحجج التي يستخدمها النباتيون ومخالفيهم:
من المؤكد أن أغلب الناس لن تفكر أن تحجز بعض الناس في ظروف معيشية قذرة ثم بعد ذلك تأكلها, أو أن تختبر تأثير الكيمياويات غير المعروفة خصائصها على الأطفال, أو أن تقوم بتعديلات جينية على البشر من أجل دراسة بيولوجيتها. فهل هناك أي سند يعطينا الحق بمعاملة الحيوانات بهذا الشكل؟
لابد أن يكون هناك (وكما يحتج مناصرو حقوق الحيوان) تبريرات أخلاقية مرتبطة بالقضية تبرر رفض منح مصالح الحيوانات اعتبارات متساوية مع الاعتبارات التي تُمنح لمصالح الإنسان. وإلا ستصبح المسألة مسألة تحيز أو تعصب أعمى - تمييز نوعي قائم على النوع, وهو أساسًا سلوك يفتقد الاحترام لكرامة واحتياجات غير الآدميات, ويحتاج إلى دفاع لا يقل عن الدفاع الذي يحتاج إليه التمييز على أساس الجنس أو العرق.
أهو سلوك خاطئ فعلاً تمييز نوعنا نحن كبشر؟ فالأسود على سبيل المثال تُظهر اعتبارًا لغيرها من الأسود أكثر مما تبديه للخنازير, فما الذي يمنع أن يُظهر البشر تحيزًا مماثلا؟ هناك العديد من الأسباب المقترحة حول موانع ذلك:
- يملك البشر مستوى أعلى من الذكاء مقارنة بالحيوانات (أو على الأقل لديهم الإمكانيات لذلك).
- الضراوة صفة طبيعية (فالحيوانات بطبيعتها تأكل الحيوانات الأخرى).
- الحيوانات يتم تربيتها على وجه الخصوص لكي تؤكل أو تستخدم في التجارب (وإلا لما وُجدت أصلا في الحياة).
- نحن نحتاج أن نتناول اللحوم (رغم أن هناك ملايين من الأصحاء كما يبدو لا يأكلون اللحوم).
- الحيوانات ليس لها ضمير (لكن هل نحن متأكدون أننا كبشر لدينا ضمير؟).
من السهل الرد على هذه التبريرات, ومن الصعب عموما وضع معايير تضم كل البشر وتستثني الحيوانات كلها. فعلى سبيل المثال, لو قررنا أن المهم هو التفوق الفكري, فهل سنستخدم هذا المعيار لنبرر به استغلال الأطفال أو المعاقين ذهنيًا الذين مستوى الذكاء عندهم أقل من الشمبانزي, في التجارب العلمية؟ أو لو قررنا "أن هذه طبيعة الطبيعة". ثم ما نلبث أن نكتشف أن هناك أشياء عديدة قد لا نود تشجيعها, فذكر الأسد أحيانًا مثلا يتصرف وفق طبيعته ويقتل أطفال عدو له, لكنه سلوك مرفوض عمومًا عند البشر.
باسم يوسف |
الكثير من المشاهير يعلنون بين فترة وأخرى اتباعهم لنظام غذائي نباتي. الإعلامي الشهير باسم يوسف كان أحد هؤلاء, في هذا الفيديو يشرح النظام الغذائي النباتي الذي يتبعه وأسباب اختياره له: