image source: koehlerart.com |
غيِّر قصتك لتتغيّر حياتك
بقلم: ليو باباوتا
ترجمة: علي الصباح
حالما نباشر في تغيير حياتنا - سواء كانت وظيفة جديدة أو مشروع تجاري أو اكتساب عادة جديدة - نروي لأنفسنا قصة حول هذا التغيير.
نحن أبطال قصتنا. لكن مع الأسف, ليست دائما قصة جميلة - يكون فيها البطل غير واثق من أنه\أنها يستطيع تحقيق هذا التغيير, يريد أن يستسلم وينقاد للروتين المريح.
تخيّل لو أن القصص العظيمة في مختلف العصور تقاطعت مع قصتنا:
- هاري پوتر لا يقاتل ڤولديمورت لأن هذه مهمة صعبة جدًا, وعلى أي حال, كل ما يريده هو أن يلعب ويتصفح موقع Reddit.
- أوديسيوس يقرر أن لا يخوض رحلة العودة إلى وطنه لأنه يعرف نفسه - سيستسلم فحسب, وعلى أي حال, أليست تنبيهات الفيسبوك والإنستگرام أقوى من أن تُقاوَم؟
- دون كيشوت لا يجازف بالخروج للمغامرة على فرسه روسينانت, لأنه لا يعتقد أنه يستطيع أن يفعل ذلك, وعوضا عن هذا يجلس في البيت مع كتبه الرومانسية.
- فرودو يتراجع إلى مدينته في الأرض الوسطى, لأنه لا يرى أنه يمتلك ما يكفي من الانضباط ليستمر في ممارسة شيء ما لفترة طويلة جدًا.
هذه القصص ستغدو مريعة, أليس كذلك؟ من سوف يتحمس لهؤلاء الأشخاص؟
القصة التي نرويها لأنفسنا تتماشى مع تلك السطور. تختلف عند كل واحد منا, لكن إذا لم ننجح في شيء ما, فعلى الأرجح سبب ذلك أننا نروي لأنفسنا القصة الخطأ.
جرب هذا الآن: فكّر في عادة تجاهد لتغييرها الآن أو محاولة سعيت فيها وفشلت في الماضي القريب. قد تكون ممارسة الرياضة, التأمل, الكتابة, التغلب على التسويف, إلخ. الآن تأمل في القصة التي ترويها لنفسك عن نفسك. ما الصورة التي تراها في ذهنك عن نفسك؟ هل هي صورة البطل الذي يتغلب على كل الاحتمالات, لا تثنيه أبدًا قوى العالم الظالم البارد ولو اجتمعت عليه؟ أم أنها صورة شخصية اعتيادية والذي يمكن أن يستسلم بسهولة لتناول الدونت ومشاهدة النتفلكس حين تزداد الأمور صعوبة؟
ربما لا تستطيع الاستماع إلى القصة التي ترويها على نفسك. عوضا عن ذلك حاول أن تستشعر الأحاسيس التي تغمر قلبك حينما تتخيل نفسك وأنت تنتصر على عادة جديدة أو تغيير في الحياة. هل يجعلك تشعر بأحاسيس مليئة بالشك, القلق, الخوف والفزع؟ أم أنها أحاسيس مليئة بالبهجة, الانتصار, والاهتمام العميق؟ الأغنية التي تدندنها على نفسك (دون أن تلاحظها) هي من تلك النوتة, ومتناغمة مع أعمق مشاعرك.
نحن نفشل بسبب هذه القصة. إنها تقف في طريقنا, أكثر من الشيء الحقيقي الذي نواجهه. حين تشتد الأمور صعوبة أو تصير غير مريحة, نقول لأنفسنا: لا بأس بالتراجع, إنه لا يهم, سنفعل ذلك في وقت لاحق, ليس لدينا ما يكفي من انضباط, نحن سيئون في ذلك, لا نستطيع أن نفعل ذلك, إنه صعب جدًا, سيكون جيدا لو أخذنا استراحة, الحياة أقصر من أن نكافح, نستحق مكافأة, فقط هذه المرة ولن يكون لها تأثير, سنفشل, من الأفضل أن نفشل بصمت, نحن فقط لا نشعر أننا نرغب بفعل ذلك الآن, دعنا لا نفكر بهذا الآن, أنظر هناك سنجاب.
إذن ماذا يمكننا أن نفعل حين تكون قصتنا ضدنا.
غيّر القصة اللعينة. ألِّف أغنية لتدندنها عن نفسك كبطل ملحمي لأحلامك. دندن هذه الأغنية يوميا, وكن فخورا بها. اتبع الحلم, قاوم قوى الإلهاء والبلادة وعدم الثقة بالنفس, ارتق بذاتك لتغدو أفضل ما يمكنها أن تكون. أنت كاتب قصتك, ملحن أغنيتك, وكل لحظة هي فرصة لإعادة كتابتها لتصير مسوَّدة جديدة في سبيلها لأن تكون نسخة أفضل.
أو ارمِ القصة. قرر ذلك دون أن تخبرك القصة أنك لا تستطيع أو لا يجب عليك أن تفعل شيئا ما … ليس هناك إلا الواقع المادي للعالم حولك, لا منسحبون ولا أبطال. فقط أنت مع هذه اللحظة, وهي لحظة جيدة, وبدون مشتتات القصة, لديك خير وحب بشكل أساسي في قلبك. هذا كل ما تحتاج إليه: فقط خذ هذا الحب الموجود في قلبك وكن سعيدا, ومارس الأشياء التي تشغفك. المصاعب التي كنت تواجهها يمكنها كلها أن تذهب إذا ما أرخيتها وركزت على الجانب المشرق لهذه اللحظة, وخطوت خطوة بحب.